الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

ترشيح الأستاذ الدكتور/ السيد إبراهيم لجائزة الدولة التقديرية في الآداب لهذا العام
             يتقدم قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة بني سويف بترشيح الأستاذ الدكتور / السيد إبراهيم لجائزة الدولة التقديرية في الآداب لهذا العام:
نظرًا لجهوده التي قام بها في القسم أولا من الإشراف على الرسائل العلمية وتخريج دفعات متميزة من الطلاب المتفوقين، وجهوده في إقامة المؤتمرات العلمية، والسيمنارات الثقافية، والحلقات النقاشية. ولما قام به من جهود في خدمة الكلية أثناء الفترة التي قضاها عميدا لها من 2008-2011.
كما أن له جهودًا بارزة في بحوثه العلمية المتميزة والمتعددة الاتجاهات، الواردة في سيرته الذاتية، والتي شهد لها عديد من الباحثين والنقاد.

نشاطه المتميز في جمعية النقد الأدبي والصالونات الثقافية والمؤتمرات المختلفة، كما ورد في السيرة الذاتية المرفقة.
نشاطه الشعري المتمثل في دواوينه الشعرية المختلفة، على ما هو مبين في السيرة الذاتية.
وهذه أمثلة من شهادات بعض كبار النقاد والأساتذة الجامعيين التي وردت في كتاب التكريم في المؤتمر الذي خصصته له قصور الثقافة.
أولا شهادة: أ.د/ عبد المنعم تليمة، الأستاذ بجامعة القاهرة بعنوان: "ثلاثة في واحد".
بدأت علاقتنا منذ أربعين سنة، من السبعينات الباكرة:  هو طالب بقسم اللغة العربية جامعة عين شمس، وأنا مدرس بقسم اللغة العربية جامعة القاهرة، ومضت العلاقة، وقد شابت نواصينا وتمادى بنا العمر، على الطريق الحق، وستمضي إلى ما شاء الله. جمع بيننا الحقل العام، علوم العربية وآدابها، بل الحقل الخاص، البلاغة والنقد، وعلى الرغم من أن فارق السن ضيق، خمسة عشر عامًا، فإن فارق الجيل واسع. ذلك أن كبار الحوادث التي جرت في الانتقالة من الملكية إلى الجمهورية، زلزلت الأرض من تحت حياة الجماعة المصرية بشر وخير عظيمين، لحقت المصالح والمطامع والمطامح، فجعلت الهوة تتسع بين شهود المواقع من العهدين ومدت المساحة والمسافة بين الجيلين. أنا أنتمي إلى جيل من أبناء الفقراء، شقي بالعسر المقيم الذي تعرفه حياتهم لكنه حظي باليسر العميم إذ أخذ العلم على أصوله عن رواد النهضة الخالدين.
وهو ينتمى إلى جيل من أبناء نفس الطبقة، ورث عنها العسر، بيد أنه- جيله- لم يحظ باليسر، فقد أخذت هياكل التعليم تتقوض وأخذت مؤسسات العلم تنهدم وأخذت العلاقات والتقاليد في الحياة الثقافية وفي مواقع التعليم والعلم تتلوث. لهذا كان جيلي ولا يزال ينشرح صدره وتطيب نفسه وتسعد روحه بآحاد من جيله، ينتصبون في المدلهمة وينجون من توابع الزلزال، وكان هو- السيد إبراهيم محمد- ولا يزال، مرموقًا بين هؤلاء الآحاد، بل لقد حل في بدنه المفرد الفذ ثلاثة من هؤلاء الآحاد الناجين:
فهو الباحث الأكاديمي الثقة.
وهو القائد الثقافي الفاعل.
وهو الشاعر المبدع الموهوب.
ثلاثة في بدن:  وليس على الله بمستبعد   أن يجمع العالم في واحد،،
ثانيًا شهادة: أ.د/ أحمد شمس الدين الحجاجي، الأستاذ بجامعة القاهرة، بعنوان: " الباحث الشاعر السيد إبراهيم".
أعد نفسي محظوظاً حين أتأمل عطاء الله لي في هذه الحياة. فقد منحني الكثير وكان أعظم شيء وهبني الله إياه تلك العلاقات الفريدة التي تكونت بينى وبين كثير من الأصدقاء التي أحسب أنها كانت أجمل منة إلهية.
وكان مما أسعدني الحظ بمعرفتهم وصداقتهم هو الدكتور السيد إبراهيم، التقيت به مراراً بعد تخرجه سنة 1972 من جامعة عين شمس، وكان اللقاء في آداب القاهرة وكنت على وشك مناقشة رسالة الدكتوراه. شدني هذا الشاب الذي بدا عليه الطموح والتوسم كان يتكلم بثقة زائدة واعتزاز واضح بالنفس. لم يكن الشاب غريباً علي وقد سمعت عنه قبل رؤيته وكان أكثر ما يقال عنه إنه معتز بذاته واثق من معرفته وعلمه وكان النقد الذي يوجه إليه أنه في حاجة إلي أن يخفف هذه الثقة.
والحقيقة أن هذه الأشياء لم تكن لتجعلني أكون عنه رأياً سلبياً فالثقة والغرور هي الطريق الأول للباحث ليسير في طريقه ويمثل موقفاً فلسفياً من الحياة، والإنسان حر في رأيه، وأن الحياة وحدها هي القادرة على توجيهه الوجهة الصحيحة. لماذا لا يعتز الشاب بنفسه؟ ولماذا لا يواجه من هم أكبر منه بثقة زائدة؟
وبعد أن جلست معه عرفت أنه شاعر مرهف الحس متدفق مملوء بالحياة عاطفته الجياشة تأخذه إلى عوالم شتى مع الناس تارة بالحب وتارة بالثورة، يعرف أنه متميز وليس في ذلك عيب، أدخلته هذه الروح المتوسمة صراعات شتى مع أنداده من زملائه وربما من بعض الشباب من أساتذته.
كان قويا وجريئاً، فهو شاعر في داخله روحان: روح الشاعر وروح الباحث، والرأي العام يقول إنهما متعارضان؛ فالشاعر قد يقتل الباحث والباحث قد يقتل الشاعر، ولابد أن يستسلم أحدهما للآخر، ترى من ينتصر؟ أنا أرى أنه  ليس من الضروري أن ينتصر أحدهما على الآخر، ولكن الباحث قد يأخذ وقت الشاعر، ولكنه لا يقتله لأنه في النهاية يحول البحث إلى بناء شعري كامل وإن تغلب عليه العقل وهذا ضروري، وهذا ما حدث مع الدكتور السيد إبراهيم؛ لم يتوقف عن الشعر ولكنه عمق فى البحث أكثر وأكثر وكان عليّ أن أنتظر لأرى من الذي سينتصر هل يستطيع أن يزاوج بين الشاعر وبين الباحث؟
بعد هذا اللقاء سافرت بعيداً عن القاهرة، وبينما كنت أجلس فى مكتبي في معهد الدراسات الأفريقية/جامعة ويسكانسن التقيت به على غير ميعاد التقيت بعقله وإدراكه. اختلط الباحث بالشاعر في هذا اللقاء، إذ أرسلت إليّ مكتبة الجامعة عددا من الكتب لأرى أي الكتب يحتاجها المعهد ليبقى في مكتبة الكلية فوقع في يدي كتابه الضرورة الشعرية الذي حصل به على درجة الماجسيتر سنة 1976 وطبعه سنة 1979، فسعدت به كثيراً. ظهر الباحث وهو يقتحم عالم الشعر الصعب في أعمق أعماقه داخل دائرة اللغة "الضرورة الشعرية". لقد تدخل الشاعر في الباحث ليخرج هذا العمل وأخذت أقرأ البحث الذي شدني ولم أتوقف حتي انتهيت من قراءته، فالكتاب ليس عملاً إبداعياً روائيا أو شعرياً أو دراسة في إبداعهما، وإنما هو عمل في صلب البحث اللغوي، يعد رائدا في الدراسة الأسلوبية في التراث اللغوي القديم، فالضرورة الشعرية التي يتصور أنها محاولة من أساتذة النحو الكبار لتفسير الشذوذ في النحو أو تفسير الاختلاف الذي يقع بين القاعدة النحوية وبين المنطوق الشفاهي للغة عند الشعراء القدامى. لقد اختار السيد إبراهيم الطريق الصعب ليبدأ حياته العلمية شاباً في مقتبل العمر ليفك ما غلق من اللغة مئات السنين، ليكشف أن الضرورة الشعرية ليست ضرورة فهي الركن الأساسي لتركيب اللغة. فكان هذا أول لقاء بين الشاعر والباحث.
ومع أنه في الوقت الذي كتب فيه بحثه كانت قضية الشعر الجديد وعلاقته بالفصحى مطروحة إلا أن أحدا لم يناقش قضية الضرورة الشعرية لهذا الشعر. والتوقف عند هذا الموضوع يكشف عن باحث متميز أخذ نفسه بالشدة ليعمق إدراكه للواقع اللغوي القديم ويفتح آفاقاً للمعرفة.
لقد ظهر في بحثه- وهو في بدايته - دقة المنهج الذي بدأ به حياته فإنه بهذا سار في الطريق الصحيح نحو تكوينه عالماً مدققاً. وعندما أعاد طبع كتابه أعطاه عنواناً آخر يمثله تمثيلاً دقيقاً "الأسلوبية والظاهرة الشعرية: مدخل إلى البحث في ضرروة الشعر". لقد كان رائداً في طريق الدراسات الأسلوبية باللغة العربية.
وحين اختار لنفسه موضوعاً للدكتوراه لم يتركه الشعر فقد أحاط به وحاصره ليدرس موضوعاً خاصاً بالشعر الإسلامي عن قصيدة "بانت سعاد" التي أثرت في كثير من الشعراء الإسلامين.
كان يبدو على السيد إبراهيم أنه يريد أن يكون باحثا موسوعياً من الأساتذة الباحثين الذين وجهوا طريق دراستنا مثل طه حسين والمازني وأحمد أمين، فهو ما إن انتهى من دراسة الأدب القديم حتى أخذ موضوعاً في الأدب الحديث في نظرية النقد ليدرس الرمز والفن، وكانت ثقافته الواسعة ومعرفته باللغة الإنجليزية تساعده على أن يتابع دراسته للأدب والنقد الحديث دراسة دقيقة "في النظرية النقدية". وهو أحد القلائل الذين اهتموا بتقديم مرجع أكاديمي عن الدراسات في النظرية النقدية والذي يعد مرجعاً ومعلماً في موضوعه ليؤكد لي أنه استقر بين الباحثين الكبار باحثاً موسوعياً ينتظر منه الكثير وأن الشعر الذي تحرك معه في صباه قاده ليكون الباحث الذي يفيد الباحثين والشعراء دون أن يتخلى عن الشعر الذي استمر يبدع فيه دون توقف. ولكني أحس أن الشعر شكل أبحاثه وأن البحث أكل وقت الشعر ولكنه لم يغير من حساسيته ومن مشاعره الفياضة.
وكما تتبعت جهد الدكتور السيد إبراهيم العلمي تتبعت حياته في الجامعة. وأذكر أن  المرحوم الدكتور سيد النساج تحدث معي في شأن دعوته للانتقال للعمل مدرساً مساعداً في جامعة حلوان وكنت أحبذ هذا الاختيار فكلية الآداب حديثة العهد وفي حاجة لباحثين جدد مثله فإنه يملك قوة الباحث وثورة الشاعر وروحه، وكما أراد  المرحوم الدكتور سيد النساج أن يضمه إلي آداب- حلوان ، وكذلك  أراد الدكتور سيد حنفي أن يضمه إلي جامعة بني سويف وكان ذلك الاختيار ناجحا، فقد كانت الكلية تعتمد على الأساتذة المنتدبين من جامعة القاهرة ومن غيرها من الجامعات وشخصية مثل شخصية الدكتور سيد بالتأكيد قادرة أن تساعد في بناء الكلية وأن تساعد على استقلالها. وقد أصبحت الكلية التي عمل بها أستاذا مساعدا وأستاذاً ثم أصبح وكيلاً لها وبعد ذلك عميداً في جامعة مستقلة قائمة بذاتها تنافس في ذلك أقدم كليات الآداب في مصر.
لقد شاهدته وهو يعمل أستاذا زائراً في جامعة الملك سعود في السعودية في قمة النشاط والحيوية، يذهب الكثيرون منا إلي البلاد العربية ولا يفكرون في شيء جديد يضيفونه للعالم الذي انتقلوا إليه ولكنه كان كتلة من النشاط، تابع الحركة الأدبية النشطة في السعودية بالعرض والنقد المثمر وكان مثالاً جليلاً للباحث المصري وللإنسان المخلص الذي يهتم بأصدقائه ويتمنى أن يقوم بعمل إنساني مثمر وبعمل علمي فيه فائدة للإنسانية.
إني لا أملك إلا أن أحيى الدكتور السيد إبراهيم لعلمه وإنسانيته وروح الخير التي يقدمها بحب لكل أصدقائه ومعارفه وكل من  يري فيه خيرا ً، فله مني كل الحب.
وإني لأشعر أنه من الذين أكرمني الله بمعرفتهم ومودتهم وحبهم إنساناً وباحثاً وشاعراً عظيماً.
ثالثًا شهادة: أ.د/ إبراهيم عبد المنعم إبراهيم الأستاذ بكلية الألسن جامعة عين شمس، بعنوان: " الأستاذ العميد".
جمعتني والأستاذ العميد الدكتور السيد إبراهيم ظروف خاصة حينما التقينا للمرة الأولى خارج حدود الوطن في مدينة الرياض في رحاب جامعة الملك سعود أم الجامعات السعودية وكان ذلك في مستهل العام الدراسي 1995/1996م، وكانت الفكرة الشائعة  أن المصريين حينما يلتقون خارج حدود الوطن قلما يتصافون أو يكون الود بينهم غير مشوب بالكدر، ولكن الذي حدث بيني وبين الأستاذ العميد كان غير ذلك تماما، فلقد وجدتني أنصهر معه في علاقة حميمية ربطت بيننا ، وكنت إذ ذاك في مستهل حياتي العلميه فلقد حصلت على درجة الدكتوراه لتوي ثم سافرت إثرها للتدريس بجامعة الملك سعود وأتى هو إليها بعدي بأسابيع قليلة، وكان إذ ذاك في قمة نضجه العلمي-ومازال-أستاذاً مرموقا يشار إليه بالبنان، ولما تحاورنا وتجاورنا وتجاذبنا أطراف الأحاديث وعرفته عن كثب وتعمقت في جوانياته وقفت على ينابيعه العلميه الفياضة، فاذا هو سليل مدرسة علمية رصينة بل مدارس متعددة المشارب والأصباغ، وقد ملأ كؤوسه منها جميعا حتى أترعها، وامتلأ بها، وإذا هو يتجول في عواصم الثقافه العربيه الرفيعة الرصينه. فقد تعرف في بواكير حياته العلمية على الأستاذ الإمام الشيخ محمود شاكر عاصمة التراث العربي بلا منازع، وحدس عنه حبه للتراث وشغفه به وإحلاصه له، فكانت تحقيقاته العلمية ، واختياراته الشعريه نموذجًا جيداً للتعامل مع التراث بمنهجية حديثة وعقلية متفتحة، وذائقة واعية. ثم أتيحت له بعد ذلك أن يقيم ويستوطن بعاصمة الأصالة والمعاصرة ممثلة في أستاذه د.محمد مصطفي هدارة الذي تلمذ له وحظي بإشرافه وتوجيهه في رسائله العلمية وأفاد منه منهجيته العلمية الصارمة وجمعه الحاذق ما بين الأصالة والمعاصرة، والتراث والحداثة. وقد ظهر أثر ذلك واضحا جليا في معالجات د. سيد ودراساته النقدية وكذا إبداعه الشعري والأدبي.
أما العاصمة الأخيرة والمحطة الرئيسة في رحلة تكوين وتكون شخصية د. السيد إبراهيم العلمية والنقدية والإبداعية فهي عاصمة النقد الأدبي- بلا منازع- ممثلة في شخصية أستاذنا المرحوم طيب االذكر الدكتور عز الدين اسماعيل الذي توثقت صلة د. سيد به وبخاصة في سنواته الأخيرة وفي صحبته له في الجمعية المصرية للنقد الأدبي وفي المؤتمرات الدولية الحاشدة والفاعلة التي أنجزها المرحوم د. عز الدين ، وأصبحت جزءا لايتجزأ من ملامح الثقافة المصرية المعاصرة والدراسات الأدبية والنقدية في مصر والعالم العربي. وقد حمل د. السيد إبراهيم قدرا كبيرا من المسئولية الأدبية والبحثية عن هذه المؤتمرات بعد وفاة د.عز- طيب الله ثراه.
كل هذه الروافد الثقافية وربما غيرها كثير أسهمت في صياغة ملامح الشخصية البحثية والعلمية والأدبية والإنسانية للدكتور السيد إبراهيم.. وكل هذه الروافد يستطيع الباحث بلا عناء أن يجد صداها في شخصية الدكتور سيد وأن يجد المنابع البعيدة أو القريبة لكل ملمح من ملامح شخصيته في هذه المؤثرات الثقافية. فالجدة والصرامة العلمية التي يتسم بها هؤلاء الرواد جميعا وكذا الدقة والمنهجية  البحثية والولع بالتراث والانطلاق منه والحفاوة به مع الانفتاح الواعي والعميق علي الثقافة المعاصرة والتزود بها والجمع الحاذق بين الأصالة والمعاصرة كلها ملامح لايخطئها  الباحث في شخصية د. سيد.
وأذكر أنني حينما صحبته في مدينة الرياض وفي قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود منتصف العقد الأخير من القرن المنصرم، وكان هذا القسم- فيما أري- أهم وأخطر قسم للغة العربية في الجامعات العربية جميعا بلا استثناء.
وما أذكره للدكتور السيد إبراهيم من هذه الفترة أنه كان مقاتلاً شرساً عنيداً يخشى بأسه وتهاب صولته ويخوض المعارك الأدبيه على صفحات الجرائد والمجلات وفي الندوات واللقاءات العلمية بشجاعة ورباطة جأش، وقد أعاد إلى الأذهان عصر المعارك الأدبية في العصر الذهبي للثقافه المصرية في القرن الماضي ولا أستطيع أن أغفل في شخصية الدكتور السيد إبراهيم صوت الشاعر الصادح بأشجى الألحان، فهو شاعر من طراز خاص، وشعره مسكون بالتراث الذي عاشه وتأثر به كثيراً حتى تشربه، وفاض عنه، ويتميز شعره في أغلبه بأنه يختلف عن شعر العلماء كما وصفه التراثيون بما يلفه من تكلف وفتور وضعف وعقلانيه ولكني أرى من وجهة نظري أن شعر الشاعر فيه الكثير من حرارة العاطفة ودفق الشعور وكثرة الماء والرونق وقوة الإحساس ورهافته، فضلاً عن الميزة الظاهرة فيه وهي الجزالة والمعجم التراثي الغالب عليه، وهو متأثر ببعض كبار شعراء العربية كالمتنبي وأبي فراس الحمداني والمعري والشريفان الرضي والمرتضي .
وفي شخصيتيه- كما في شعره- ملمح بارز لاتخطئه العين وهو مايمكن أن نسميه بالأحزان النبيلة وهي إحساس أو شعور بارز بالحزن الفطري، والشعور بالظلم من الدهر والآخرين، والإحساس بالألم لعدم بلوغ المنى، وهو يتشرب في هذه المعاني روح شاعر العربية الكبير أبي الطيب المتنبي، وهو مفتاح شخصية دكتور السيد لو استعرنا لغة العقاد، وقد صاغه في بيان شعري في قصيدة حملت اسم ديوانه الأول ((الاصطلاء بجذوة تخبو)) يقول فيها :
يا خليليّ للهوى المكفوف        ينقضي العمر والمنى ليس توفي
لم أزل أدفع الدنية عنــي      بفؤاد  كمرهفات السيـوف
بين جنـبيَّ كاللهيب وأبدي     لجليـسي ترفق الفيلسـوف
كرهت نفسي الأكاذيب فانحز    ت بنفسي إلى سواد الكهوف
ما ازدريت الأنيس  حتى أقاموا   جهة الصدق عن مقال سديف
صحت فيهم كصيحة الديك في  الكون وأفنيت تالدي وطريفي
ثم عـــاد الصدى إليّ هريرًا    من عدوٍّ مجاهــر وأليف

وختاماً هذه انطباعات عابرة آثرت ان أسجلها عن صديق أكن له كثيراً من الحب والتقدير، ورجل من طراز خاص من الرجالات، وأستاذ جامعي له بصمته المميزة في العمل الأكاديمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق