لَا تَسْألوا اللَّيْلَ عَنْ تَأْوِيبِ
مُشْتَاقِ يَبْكِي بِدَمْعٍ
عَلَى الَخدَّيْنِ مُهْرَاقِ
بَلِ
اسْأَلُوه إِذَا جَنَّتْهُ ظُلْمَتُهُ
أَنْ يُؤْنٍسَ البَدْرُ دُنْيَاهُ بِإِشْرَاقِ
يَا رَاحِلِينَ إِلَى أَرْضِ الأَحِبَّةِ
هَلْ تَرَوْنَ
حُزْنِي عَلَى حَالِي وَإِشْفَاقِي
لَا أَطْلُبُ اليَوْمَ مِنْكُمْ أَن يَكُونَ
بِهَا إِلَّا الْتِحَاقِي
وَبِالْمَأْمُولِ إِلْحَاقِي
أَحَبُّ لِلنَّفْسِ مِنْ مَالٍ وَمِنْ
وَلَدٍ
وَمِنْ نَفِيسٍ بِهِ ضَنَّتْ وَأَعْلَاقِ
مَنْ كَانَ يُعْطِي عَطَاءً لَا يُكَفْكٍفُهُ
حِذَارُ مَا فِي غَدٍ مِنْ خَوْفِ إمْلَاقِ
وَمَنْ إِذَا اشْتَدَّ بَأْسُ الحَرْبِ وَاتَّقَدَتْ
نَارُ الوَطِيسِ يَكونُ الحَامِيَ الوَاقِي
ومن تَخَلَّقَ
بِالْقُرْآنِ
فَانْطَبَعَتْ
آيَاتُهُ فِي أَمِينِ الطَّبْعِ مِصْدَاقِ
مَنْ لَمْ يَقُلْ قَطُّ أُفٍّ عِنْدَ
خَادِمِهِ
وَلَا يُدَانِيهِ شَيْءٌ طِيبَ أَخْلَاقِ
من عَاشَ فِيهِم كَأَيٍّ مِنْ سَوَادِهِمُو
مِنْ خَاصِفٍ نَعْلَهُ يَمْشِي بِأَسْوَاقِ
وَمَنْ تَأَدَّتْ لِمَنْ آذَاهُ
رَحْمَتُهُ
وَالْأَخْشَبَانِ عَلَى اسْتِعْدَادِ إِطْبَاقِ
زَهِدْتَ في كُلِّ مَا تَعْنُو الرّقَابُ
لَهُ مِنْ نَيْلِ
مُلْكٍ وَجَاهٍ ثَمَّ بَرَّاقِ
وَقُلْتَ في الملك لَا وَاللهِ لَوْ
جَعَلُوا مِنَ
الكَوَاكِبِ إِكْلِيلا بِأَعْنَاقِي
يَا ثَانِيَ اثنَيْنِ شَدَّ اللهُ أَزْرَهُمَا
فِي دَعْوَةِ
الحَقِّ لَاقَى كُلَّ إِرْهَاقِ
الصَّاحِبَانِ وَصَانَ اثْنَانِ سِرَّهُما
الْعَنكَبُوتُ
وَأُخْرَى ذَاتُ أَطْوَاقِ
فَكَانَ أَمْنَعَ عِنْدَ اللهِ
نَسْجُهُمَا
مِنْ نَسْجِ دَاوُودَ مِنْ نَسْلِ ابْنِ إِسْحَاقِ
صَلَّى وَرَاءَكَ كُلُّ الأَنْبِيَاءِ
وَلَمْ
يَزَلْ فِرَاشُكَ فِي دِفْءٍ بِهِ بَاقِ
ظَلَلْتَ تَرْقَى بِآفَاقِ السَّمَاءِ
إِلَى
أنْ جِئْتَ مَنْزِلَ مَا لَا يَبْلُغُ الرَّاقي
وَقَبلَهَا اجتَزتَ فِي الأَخلَاقِ مَنزِلَةً
جَاوَزتَ فيهَا الْمَدَى مِنْ
كُلِّ آفَاقِ
بَحْراً مِنَ العِلْمِ لَا دَلْوٌ يُكَدِّرُهُ
وَلَا يُعَرِّضُ مُدْلِيهِ لِإِغْرَاقِ
لَمْ تَتْلُ قَبْلَ كِتَابِ اللهِ مِنْ
كُتُبٍ
وَلَا يَمينُكَ خَطّتْهَا بِأَوْرَاقِ
كُنْ لِي شَفيعاً إِذَا مَا الذَّنْبُ
أَفْحَمَنِي وَالتَفَّتِ السَّاقُ
يَوْمَ الهَوْلِ بِالسَّاقِ
هوى سُرَاقَةُ إِذ يَعْدُو عَلَى
فَرَسٍ
فَأُوثِقَت حيْثُ سَاخّتْ شَرَّ إِيثَاقِ
لَوْلَا دُعَاؤُكَ وَالرَّحْمَنُ حَابِسُهَا
مَا
مَنَّ سُبْحَانَهُ فِيهَا بِإِطْلَاقِ
نُورٌ مِنَ اللهِ يُهْدَى مَنْ
يُوَفّقُهُ
وَكُلَّ سَاعٍ إِلَى الخَيْرَاتِ سَبَّاقِ
دَعَا إِلَى اللهِ مَنْ يَرْفُقْ
بِأُمَّتِهِ
وَقَامَ لِلْحَقِّ يَنْضُو فِيهِ عَنْ سَاقِ
فَارْفُقْ بِهِ حَيْثُ يَرْعَى فِي
رَعِيَّتِهِ
أَمَانَةَ اللهِ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثاقِ
وَاشدُدْ عَلَى كُلِّ أَعْمَى لَا يَلِينُ
لَهُمْ إِلَى النّفَاقِ وَأَهْلِ
الشِّرْكِ مُنْسَاقِ
أَحَبَّ دِينَكَ مَنْ صَحَّتْ
طَبِيعتُهُ
أَمَّا الحَقُودُ فَأعْيَا رُقْيَةَ الرَّاقِي
وَقَبْلَهُ آثَرَ الْخُسْرَانَ مَنزِلَةً
إِبْلِيسُ فَلْيَلْقَهُ فِي الْحُفْرَةِ اللَّاقِي
من ديواني "ديوان الدواوين"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق