السبت، 25 مايو 2019

خليج جلينكوين Glencoyne Bay


خليج جلينكوين

جزء من دراسة الأستاذ الدكتور أحمد الشيمي على قصيدة فتاة الخزامى
 The Hyacinth Girl

بورتريه لويليام ووردزوورث (1770 ـ 1850م)

زار وليام وردزورث وأخته دوروثي وردزورث منتزه جلنكن عند خليج جلنكن في 15 أبريل 1802 كانت هذه الزياة ملهمة لوردزورث ليكتب قصيدة المشهورة "أزهار النرجس". والدكتور السيد ابراهيم يعيد إنتاج هذه الزيارة شعرًا: كانت دوروثي وردزورث أخت الشاعر، وكانا لا يفترقان في أيام الصبا والمراهقة،
وكانت مؤلفة وشاعرة وكاتبة يوميات، تركت ثروة ضخمة من اليوميات المهمة  كانت تسميها: "يوميات جراسمير"، نشرتها في العام 1897 وحققها وليام أنجص نايت. فيه رصدت الحياة يومًا بعد يوم في "ليك دستركت"، وصفت صحبة أخيها وليام بالساعات الطوال في الريف، ورسمت بالكلام لوحات تفصيلية الإنجازات الأدبية في أول القرن التاسع عشر، كولردج والسير ولتر سكوت وتشارلز لامب وروبرت سذي الذي كان صديقًا حميمًا. تقول واصفة هذه اللحظة التي رأت فيها أزهار النرجس في صحبة أخيها:  
"عندما كنا في الغابات خلف منتزه جاوبارو، رأينا عدد قليل من الأزهار النرجس قريبًا من الشاطئ. تخيلنا أن البحيرة قد جرفت بذور هذه الأزهار إلى الشاطئ وبدأ تتشكل هذه المستعمرة الوردية. ولكن عندما مضينا شاهدنا مزيد من الأزهار تحت جذوع الأشجار، ما يشكل حزامًا طويلاً يحيط بالشاطئ، في اتساع طريق كبير.
لم أرَ أزهار نرجس بهذا الجمال الخلاب تنمو بين أحجار تغطيها الطحالب، بعض هذه الأزهار تضع رؤوسها على هذه الأحجار كأنها تصنع منها وسادات، ونرجسات أخرى تهز رؤوسها وترقص وتبدو كأنها تضحك بحبور مع الريح على شاطئ البحيرة، إنها تبدو كأن الفرح يشملها فلا تتوقف عن الرقص والتبدل.
كانت الريح  تهب على شاطئ البحيرة تداعب هذه الأزهار بقوتها الحانية. تأملنا المشهد ونحن راجلين، وكنا نرتاح بين الفينة والفينة، وكانت الخلجان مغمورة بالعواصف، وكنا نسمع الأمواج من بعيد يصطك بعضها ببعض في عرض البحيرة كأنها أمواج المحيط".(7) يقول الدكتور السيد ابراهيم:

1-     ولما مشينا حيث شاء طريقنا         رأينا على طول الطريق الزهورا
2-     فقلت لعل النهر شق طريقه         إليها فألقى في حشاها البذورا
3-     ولكنها لم تنأ عنا فكلما              طوينا الخطا عنها ظللن حضورًا
4-     إلى أن رأينا تحت كل شجيرة       تظلل أغصان بهن الغديرا
5-     من النرجس البري من كل زهرة      تجاور أخرى ما تشكل سورا
6-     فمنها التي ألقت على الصخر خدها   كمن يشتكي في الجسم منه فتورا
7-     ومنها التي قد استدارت وصفقت      وهمت بوثب في الفضاء حبورا
8-     إذا دغدغتها الريح ضاحكة بها          توارت حياءً فاكنسي الثغر نورا
9-     تبادلن هذا الضحك حتى حسبتني     بمملكة أضحى بها الأمر شورى
10-وقفنا مرارًا نستريح وحيثما             ذهبنا سمعنا للمياه زفيرا
11-كأن لهيب العشق في جنباتها         يُحَشّ فجارت لو تلاقي مجيرا

 W. Crowbent, 1907,صورة لدوروثى وردزورث أخذت لها في وقت لاحق في حياتها . رسمه عن صورة فوتوغرافية

صمويل تايلور كوليردج، بريشة بيتر فان دايك، عام 1795، شاعر كبير، يأتى في مقدمة نقاد عصره، تعاون كوليردج مع وردزورث في أناشيد غنائية وظل صديقًا حميمًا ومقربًا لسنوات عديدة.
    إنه هنا يعيد إنتاج القصة المصاحبة للقصيدة، الملهمة لها، يعيد إنتاج المناسبة وليس القصيدة نفسها، يعيد إنتاج الحقيقة وليس الخيال؛ فالقصيدة نفسها تمثل الخيال، في حين تمثل مناسبتها الحقيقة، ولكن الدكتور السيد ابراهيم يجعل الحقيقة خيالاً ويمزج بينهما، فهو يستدرك الفائت، ويعوض المفقود. فرواية "دوروثيوردزورث" تتحول إلى شعر، قصيدة إضافية، أو مكملة للقصيدة الأولى. لقد قام الدكتور السيد إبراهيم بنفس ما قام به "وردزورث"، وهو الترجمة: ترجم "وردزورث" ما شاهده مع أخته، وترجم الدكتورالسيد ابراهيم ما روته "دوروثي". ونلاحظ أن حكاية "دوروثي" كانت في أبريل الذي هو أقسى الشهور عند "إليوت"، وهو أجمل الشهور عند "وردزورث ودوروثي وتشوسر ووليام كارلوس وليامز" وغيرهم من الشعراء. إنه يقصد أن أبريل جالب للربيع والخصوبة والحياة والنماء والذكريات، وكلها أمور لا يقدر عليها الرجل القادم لتوه من الحرب الكبرى، لقد فقد الإحساس بكل شيء، وليس أمامه إلا التطلع إلى حلول الصيف؛ لأن الصيف هو الذي اندلعت فيها الحرب الكبرى الأولى التي اندلعت في يوليو، والحرب الكبرى الثاني التي اندلعت في سبتمبر. وهو ما أثبته شاعرنا في هذين البيتين:
1-   الصيف حد السيف قد عدنا على          أعقابنا طي الرجال قتيل
2-   حبلت به الأمواج لم يسمع لـه       عند المخاض على المدى تهليل
ثم يزيد هذا المعنى باقتباسه من ديوان "دموع أفروديت" الذي كتبه على البحر الكامل، وسيرًا على إيقاع لبيد في معلقته المعروفة:
1-    نادتك أشجار النخيل فلم ترح               في ظلها قدميك من أسفارها
2-    ومضيت لم تمدد يديك – وأنت لا          زاد لديك – وقد دنت بثمارها
3-    يخشى الغوائل وائل من خلفه              وخطاه ماضية على آثارها
4-    وهدية الأيام بعد وئامها                   لك جثة الأحلام فامض فوارها



(7)دوروثيوردزورث، جريدة جراسمير، الخميس 15 أبريل 1802.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق