The Hyacinth
Girl
في
غربتي عنها ظمئت
لمائها وهفا الفؤاد فصـــــل
فيه صليل
وكأن من
آثارهــــــــــا
أبناءهــــا قد خط حــــــد
كفافها الإزميل
هل كنتِ لهفى في انتظاركِ أوبتي أم قد عرا عهد الهوى التبديل
"أنت أهديتني زهور الخــــــــــــزامى قبل عام مضى فيا لك عاما!
لم يكن لي في العاشقين انتساب صرت أدعى فيهم "فتاة الخزامى"
يوم عدنا من
الحــــــدائق كنــــــا قد نسينا أمر الزمان تماما
انقضى الوقــــت ما شعرنا بأنا لم نرِم أو لسنــــــا نردُّ
الســــــــــلاما
ومضت
ساعتـــــــــان ثَمّ علينا
لا نبالي لو كانتــــــــا أياما
بيديك
الورود حين هتفنا
بهجة بالكئوس جاما
وجاما
ورجعنا عند الغروب
من
البحـــــــــــــــــــــــــــــــر خطانا تسابق
الأقداما
قد أخذنا على
السعادة عهدا أنها
لا تفارق الأحلاما
غير أني شعرت
ما غاب عني في زوايا
النسيان أن لجاما
ألجم الروح عنك والعين غامت لا ترى
في الضياء إلا ظلاما
جمد القلب والمشاعر
غاضت ولساني عن
التكلم صاما
أيها البحر جف
ماؤك إلا عبرات
الغريب إثر الندامى"
كنا هنا
نفس الشتاء يلفنا ثوب بدفء لقائنا مشمول
Venus and Adonis
أنا مرعاك يا غزالي فأقبل لك ما شئت فاخترف من جناه
ها هنا يا كحيل
عند ردائي هو مأواك
آمنا في حماه
حيث يحلو لك
القرار تحول وانتجع في
وديانه ورباه
ناعم العشب
في الوهاد نديا ووريق
الصفصاف في أعلاه
إن أردت الرمان جادت نهود أو قصدت السلاف نادت شفاه
عرج
إلى "مقهى الليالي" نلتمس دفئا
ومأوى، ليلنا سيطول
ماذا
ترى من نازح لك ملجأ يؤويك في الأمطار وهي سيول
لا
تذكر البيت الذي خلّفته السقف
يبكي شجوه ويميل
ما
رق قلب أخيك كان جوابه كل امرئ عن نفسه
مسئول
أخبرته
ماذا تلاقي مذ رمى بك في ديار الغربة
التحصيل
بالمرأة الشمطاء
واستيلادها ذرية ميمونة
مشغول
ولما مشينا حيث شاء
طريقنا
رأينا على طول الطريق الزهورا
فقلت لعل النهر شق
طريقه إليها فألقى في حشاها البذورا
ولكنها لم تنأ عنا فكلما
طوينا الخطا
عنها ظللن حضورا
إلى أن رأينا تحت كل شجيرة
تظلّل أغصان بهن
الغديرا
من النرجس البري من كل زهرة تجاور أخرى ما يشكل سورا
فمنها التي ألقت على الصخر
خدها كمن يشتكي في الجسم منه فتورا
ومنها التي قد استدارت وصفقت وهمت
بوثب في الفضاء حبورا
إذا دغدغتها
الريح ضاحكة بها توارت حياء
فاكنسى الثغر نورا
تبادلن هذا الضحك حتى حسبتني بمملكة
أضحى بها الأمر شورى
وقفنا مرارا نستريح
وحيثما
ذهبنا
سمعنا للمياه زفيرا
كأن لهيب العشق في جنباتها يُحَشّ فجارت
لو تلاقي مجيرا
الصيف حد السيف قد عدنا على أعقابنا
طيّ الرحال قتيل
حبلت به الأمواج لم
يسمع له عند المخاض بصرخة تهليل
نادتك أشجــــار النخيـــــل فلــــم ترح في
ظلـــــها قدميك من أسفارها
ومضيت لم تمدد يديك- وأنت لا زاد
لديك- وقد دنت بثمارها
يخشى
الغـــــــــــــــــوائل وائل من خلفه
وخطــــــــــــاه ماضية على آثارهــــــا
وهـــــــــــــدية
الأيام بعــــــد سجالها
لك جثة الأحـــــــــــلام
فامض فوارها
إن مت من ظمأ فلا نزل الحيا والماء قي مفرية محمول
daffodils -1
إن أنس لا
أنس يوما به
تجوّلت حرا كأني سحابة
طفت عاليا فوق بعض التلاع تمد ظلال الهوى فوق غابة
أفقت على منظر لم يكن ليذهب في الحسن شيء ذهابَه
على ذهب لو تنادى الخلائق فاجتمعوا ما استطاعوا اجتلابه
كنوز من النرجس الذهبي
إذا ما دعاه النسيم أجابه
بشط البحيرة لو كنت يوما رأيت امرءا راح يدعو صحابه
إلى محفل يستراح
به إلى اللهو
فابتدروا الاستجابة
كذلك كان
النسيم العليل، دعاني فهرولت واجتزت بابه
قرّبن
فنجاني وقلن لها انظري ماذا لك الفنجان
سوف يقول
قالت طريقا صاعدا ومنازلا الوحش
في أرجائهن يصول
الموت
يكمن في المياه فحاذري ما بعد ذلك، طامس
مجهول
لا
أنس أيامي بريعان الصبا أمحو وأكتب في رمال خيالي
تستعرض
الأيام عندي حسنها في زي صاحب نعمة
مختال
اليُمْن
محبوس علي خراجه في أي أرض حطّ لست أبالي
أرمي
بمشدود الرباط مشيَّعٍ وأجر في طرق
الهوى أذيالي
هل
كان حسن الظن أم جهلا بما ينهى الليالي
عن دوام الحال
أيام نحس
مستمر نازل بعد
السعود سوادها موصول
daffodils-2
رمت كل نرجسة رأسها كما
قُذِفت كرة في
الهواء
ديونيس باركها فاستجابت لنوبة رقص مضت كيف شاء
حمدت لباكوس سلطانه
على الحشد فامتثلوا للنداء
أذاق
السعادة أتباعه وعرفهم
لذة الإنتماء
فيا حسنه
منظرا لو يدوم ولم يدرك الحي ظل الفناء
daffodils-3
فجلت
بعينيَ في الراقصين
أقلِّبها مرة بعد
مرة
فلم يبق بيني وبين
الجنون من طرب حادث
غير شعرة
وهل ترك الشوق للشعراء من العقل في مشهد العشق ذرة
ولكنني وقتها لم أكن أعي ما حوت مقلتي من مسرة
شيخ الثمانين الذي رصدوا له السكين هل أفضى له التخييل
بتحية لم يستطع
من بعدها رد
السلام يمينه المشلول؟
أخبرينا من قبل
موتك شيئا إيه زرقاء نحن أهل
اليمامة
قد
عرفناك جارة للعذارى أخبرينا هل ساورتك
الندامة
صرت
في السلة التي أنت فيها كل هذا الجموح كان
على مه
قد
عرفنا الذي يعيش عفيفا والذي عاش عاشقا
ما أمامه
نعق
الغراب تضيق أوقات الرضا عنها وأيام
الصدود تطول
أقبل فإني قد نصبت "جلا" "جلا" وادخل عباءتي التي تهب العلا
واخرج كما شاء الهوى لك
والمنى حكما على كل
الرقاب موكلا
من عهد مينا– إن جهلت- أنا الذي كتبت يدي التاريخ والمستقبلا
ما
قلته يا شاعر "الأرض الخرا ب"
اليوم قد أضحى له تأويل
الأرض
أرض النيل في أبداننا أبدا
وفي الشريان يجري النيل
درجت
عليها نفس ذي مقروحة طمحت
لأمر ما إليه سبيل
ظللت أكتب فوق الماء أزمنة عــــــــن الوصــــــــال ولا أرتد من ملل
ولذت بالصبر حتى قال من وقعت عليّ عيناه مبعوث مع الرسل
لم أنس حين
أشارت بالبنان ولم أكن عرفت الهوى وانسقت
في الأمل
انقاد لي الشعر حتى لم أجــــــــــد أثرا من البلاغــــــــة يتلى فيه لم أقل
وهمت في الأرض بحثا عن ثرى وطن يقر لي فيه جنب لو يقُدّر لي
أبريل أخرجها إلى
هذا الورى أقسى الشهور جميعها
أبريل
"اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية"
يازهرة بنت الصبح كذا أنت بظهر الماء نفاية
الموت
يكمن في المياه، الموت هذا الموتُ تطلبه- وعزّ- سِبيل
daffodils-4
وكم مرة حين تدعو الأريكة مؤنس
وحدتها المتجول
فأجلس في جانب خاليا من
الفكر أو غارقا في التأمل
أراهن يومضن في خاطري
كما كن يومضن في عام أول
تمر الليالي وتُهدَى
الورود وتذبل لكنها ليس تذبل
أراها بعين ثوت في الضمير حيالي كما هي لم تتبدل
فتلك السعادة في وحدتي ينابيع تشفي الفؤاد إذا اعتلّْ
وتملؤه
بهجة كلما تعذّر نيل
المنى أو تأجل
نديمي هو النرجس الغض، لي تقام احتفالاته حيث أنزل
يشاركه
الرقصَ في حضرتي فؤادي
وإشراقَه والتهلل
الليْلك العـــــــــذري كان هنــــــا
يمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد يد البراءة ينثني ويميــــــــل
بيد
النسيم يضمه ويرده لا
منهما شاكٍ ولا
مملول
طلع الصباح
فلم أجد أثرا
له غير ادعاء
ما عليه دليل
Proserpina
تضرعت والدمع في الجفون فلم تصب قلب امرئ حنون
مالم يكن في
أسوأ الظنون انشقت الأرض عن التنين
عن غاصب
بحسنها مفتون يهوى بها للعالم المسكون
بالخوف والظلام في سجّين والموت
والوحدة والأنين
يازهرة النرجس أخبريني أبعد كلّ هذه القرون
تجيئني
صرخة برسيفوني أفردها الشوق عن العيون
تقول يا أماه أدركيني تدعو وليس ثَمَّ من معين
أما الخزامى
فالرياح تنازعت دمه
دبور بينها وقبول
يا زهرة النرجس أخبريني من أين
ذلك الصدى يأتيني
أيصبح النبع
على يميني أمام عينيّ ولا يرويني
وهذه ترجيعة
الحنين تنغلّ في روحي وفي تكويني
أسمعها من
نحوه تدعوني أسمعها وليس كاليقين
نظرت لكن ماالذي يريني صفحة وجه ساهم حزين
لولا أنينه حكى أنيني ما كان هذا كله يعنيني
عجبت منه ذلك
المدفون في لجة الماء يقول
اسقوني
يطل وجه منه كل حين
لهدم هذا الحاجز المجنون
ياسعد ذا الحديث ذو شجون وإنما لثأره يدعوني
أما سمعت صرخة
المسكين إن لم يكن سيفي الذي يديني
فالثأر موكول ليوم
الدين بل عن سعيد أنت في شئون
من بين ما كانت تضم حديقتي فيها
من الأزهار وهي شكول
أنبتّ فيها كل ما
خطر الخيا ل به وما في النفس
كان يجول
الريح
تأتي بالذي تأتي
به أبدا وسيف
عدائها مسلول
يازهرة النرجس
لا تكوني سلاح ذي مآرب خئون
في باقة تهدى فتستبيني يظهر
من مودة ولين
غير الذي يخفي من الضغين كحية تكمن في الغصون
ساكنة تطرق حتى حين
غرس العدو نباته
وشباته فربا وأفرع
نبته المدخول
ألزمتني حمل دنيا لا خلاص بها وأبت منك بسوء الكيل والحشف
أقبل تعال استنشق المسك الزكي أغلى النفائس دونه مبذول
[1] Sibyl عرافة أبولو في الثقافات القديمة ثم صارت اسما يطلق على الكاهنات اللاتي
يتكهن بالغيب.. ولها قصة مع أبولو : عرض عليها أن يهبها الخلود الدائم على أن
تبادله العشق، فأبت، ثم قبضت قبضة من الرمال وطلبت أن يكون عمرها كعدد حبات الرمل
في كفها، فعاشت ألف عام. ولكنها نسيت أن تطلب الشباب الدائم، فكلما مضى بها العمر
وهنت وضعفت وانكمش حجمها حتى صارت من الصغر بحيث وضعوها في قارورة ampulla أو قفص كما جاء في ترجمة إليوت للكلمة أو سلة كما جاء في كلامي.
وكلما مر بها الصبية فسألوها: ما تريدين يا سيبيل قالت: أريد أن أموت.
[3] مأخوذة من الكلمة العبرية "hêlēl" הילל وكانت تطلق على كوكب الزهرة " Venus"، وهي تطلق
كذلك على الشيطان.
[4] الإشارة إلى قول بودلير من مقطوعة بعنوان "Le Chien et Le Flacon " مخاطبا كلبه الأليف: تعال
استنشق عطرا زكيا اشتريته لك من أكير بائعي العطور في المدينة.. ثم قوله بعد ذكر
نفور الكلب وصدوده عن قارورة العطر: إنك تشبه الجمهور. ما كان يجب أن نقدم إليه
العطور الطيبة بل مخلفات البطون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق