لقد طال بنا الكلام حتى كدنا ننصرف عن خير ما يمكن أن يكون حديثنا هذا الصباح. إنها الكلمات الطيبة التي وصفها الله تعالى بقوله "أصلها ثابت وفرعها في السماء". الوصف للشجرة الطيبة الراسخة، وإنه كذلك للكلمة الطيبة الراسخة، لا الحشائش الضارة التي تطاولها تنال منها وهي سامقة في السماء، ولا حشرات الأرض وهي تتسابق إليها تناوئها وتهزها بأرجلها الزاحفة بقادرة على زعزعتها. الكلمة الخبيثة كما وصفها الله كهذه
الحشرات ما لها من قرار، وتطير مع الرياح وإن زحفت وحدها أو في جموع. الكلمة الطيبة التي يزدان بها حديث هذا الصباح هي لضيف الصفحة العزيزة الأستاذة الدكتورة جمال محمود الأستاذ بجامعة الأزهر التي وعدت أن أقدمها إليكم, وأخرت ذلك لأني لم أستطع حينئذٍ أن أقوم به. ربما لحديثها عن الدموع. أنا الذي ما عرف عني دمعة قط حتى وصفت- بضم الواو والتاء، بقسوة القلب ارتجفت لحديثها عن الدموع. وتنقلت في أرجاء المكان لا أهدأ ولا أستقر حتى مضى زمان وجاء زمان. أتذكر الآن قصيدة قرأتها لشاعر ألماني، لم أعد أتذكر شيئا عنه ولا أين قرأت القصيدة. ما أتذكره أنها كانت مشهدا فيه أب وابنته يقفان أمام شاطئ المحيط وقد ودعت الشمس السماء وأتى الليل فزحفت جموع السحب وغطت النجوم جميعا. بكت الصغيرة التي كانت تقف بجوار أبيها وظلت تنتحب ولا تتوقف عن البكاء وظل يعزيها ويقول: إن ذهبت النجوم فشيء ما سوف يبقى بعد ذهاب النجوم. نعم شيء ما سوف يبقى.
أما الأستاذة الدكتورة جمال فقد عرفتها حين دعتني بعض تلميذاتها النجيبات وهن جميعا بهذه الصفة لمناقشة رسالتها. وزرت المكان ورأيت طيبة أهله وحسن لقائهم ونقاء قلوبهم فتمنيت له العمار الدائم. وما من مرة أدعى إلى المناقشة إلا وأعود سعيدا راضيا. فصانهم الله من كل سوء وحفظ عليهم نعمته وفضله. هذه كلمات الدكتورة جمال أوردها لنفاستها ولها الشكر الدائم:
"حلقات ممتعة من السيرة الذاتية عبرت عن معاناة، كلٌّ شرب كأسها مع اختلاف، وكلٌّ وجد من يأخذ بيده في ظلام الليل الدامس والحمد لله. أدام الله عليك نعمة العطاء وأسال الله أن يستمر قلمك في سرد الأحداث المؤلمة وقتها وكم أسالت لي من دموع. تذكرت نفسي، ولكن يبقي الخير. أطال الله في عمرك وبارك في علمك، فحضرتك قدوة مشرفة لكل طالب علم."
الحشرات ما لها من قرار، وتطير مع الرياح وإن زحفت وحدها أو في جموع. الكلمة الطيبة التي يزدان بها حديث هذا الصباح هي لضيف الصفحة العزيزة الأستاذة الدكتورة جمال محمود الأستاذ بجامعة الأزهر التي وعدت أن أقدمها إليكم, وأخرت ذلك لأني لم أستطع حينئذٍ أن أقوم به. ربما لحديثها عن الدموع. أنا الذي ما عرف عني دمعة قط حتى وصفت- بضم الواو والتاء، بقسوة القلب ارتجفت لحديثها عن الدموع. وتنقلت في أرجاء المكان لا أهدأ ولا أستقر حتى مضى زمان وجاء زمان. أتذكر الآن قصيدة قرأتها لشاعر ألماني، لم أعد أتذكر شيئا عنه ولا أين قرأت القصيدة. ما أتذكره أنها كانت مشهدا فيه أب وابنته يقفان أمام شاطئ المحيط وقد ودعت الشمس السماء وأتى الليل فزحفت جموع السحب وغطت النجوم جميعا. بكت الصغيرة التي كانت تقف بجوار أبيها وظلت تنتحب ولا تتوقف عن البكاء وظل يعزيها ويقول: إن ذهبت النجوم فشيء ما سوف يبقى بعد ذهاب النجوم. نعم شيء ما سوف يبقى.
أما الأستاذة الدكتورة جمال فقد عرفتها حين دعتني بعض تلميذاتها النجيبات وهن جميعا بهذه الصفة لمناقشة رسالتها. وزرت المكان ورأيت طيبة أهله وحسن لقائهم ونقاء قلوبهم فتمنيت له العمار الدائم. وما من مرة أدعى إلى المناقشة إلا وأعود سعيدا راضيا. فصانهم الله من كل سوء وحفظ عليهم نعمته وفضله. هذه كلمات الدكتورة جمال أوردها لنفاستها ولها الشكر الدائم:
"حلقات ممتعة من السيرة الذاتية عبرت عن معاناة، كلٌّ شرب كأسها مع اختلاف، وكلٌّ وجد من يأخذ بيده في ظلام الليل الدامس والحمد لله. أدام الله عليك نعمة العطاء وأسال الله أن يستمر قلمك في سرد الأحداث المؤلمة وقتها وكم أسالت لي من دموع. تذكرت نفسي، ولكن يبقي الخير. أطال الله في عمرك وبارك في علمك، فحضرتك قدوة مشرفة لكل طالب علم."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق