الثلاثاء، 26 مارس 2013

ثلاثة في واحد


شهادة أ.د.عبد المنعم تليمة:

بدأت علاقتنا منذ أربعين سنة، من السبعينات الباكرة:  هو طالب بقسم اللغة العربية جامعة عين شمس، وأنا مدرس بقسم اللغة العربية جامعة القاهرة، ومضت العلاقة، وقد شابت نواصينا وتمادى بنا العمر، على الطريق الحق، وستمضي إلى ما شاء الله. جمع بيننا الحقل العام، علوم العربية وآدابها، بل الحقل الخاص، البلاغة والنقد، وعلى الرغم من أن فارق السن ضيق، خمسة عشر عامًا، فإن فارق الجيل واسع. ذلك أن كبار الحوادث التي جرت في الانتقالة من الملكية إلى الجمهورية، زلزلت الأرض من تحت حياة الجماعة المصرية بشر وخير عظيمين، لحقت المصالح والمطامع والمطامح، فجعلت الهوة تتسع بين شهود المواقع من العهدين ومدت المساحة والمسافة بين الجيلين. أنا أنتمي إلى جيل من أبناء الفقراء، شقي بالعسر المقيم الذي تعرفه حياتهم لكنه حظي باليسر العميم إذ أخذ العلم على أصوله عن رواد النهضة الخالدين.
     وهو ينتمى إلى جيل من أبناء نفس الطبقة،

السيد إبراهيم صديقاً وزميلاً "رشحات ذاكرة.. ونفحات وجدان "


أ.د. نبيل حداد
أستاذ الأدب والنقد الحديث  جامعة اليرموك، إربد، الأردن

لم تكن دفعتنا آنذاك تجاوز العشرة ..كنا طلبة ناضجين.. لم نكن تلامذة  فحسب...
وكانت تجمعنا أسبوعياً أربعة مجالس علمية. كان الأساتذة على وجه التحديد: مهدي علام، ولطفي عبد البديع، وعزالدين إسماعيل، وإبراهيم عبد الرحمن، رحمهم الله جميعاً. هؤلاء هم من كانوا يعقدون معنا هذه المجالس (الحلقات) أيام الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء ضمن البرنامج الأسبوعي للسنة التمهيدية للماجستير... كان هذا قبل أقل قليلاً من أربعين عاماً.

كلمات أولى عن ديوان "صلوات العشاق" أو "الاصطلاء بجذوة تخبو" للدكتور السيد إبراهيم


بقلم د.عز الدين إسماعيل:
                                                   مقدمة الديوان 1998م

     ما كدت أفتح الصفحة الأولى من هذا الديوان حتى واجهني الإهداء الذي كتبه الشاعر. إهداء الأعمال الأدبية، بل العلمية كذلك، سنة مألوفة في زمننا الحديث، قد نتوقف عندها قليلا وغالبا ما نعبرها سريعا، اعتقادا منا في أن طقس الإهداء هذا طقس شخصي، يفصح فيه صاحب العمل عن موداته الخاصة والخالصة لشخص ما أو شخوص بأعيانهم، لهم في قلبه وفي عقله مكانة خاصة ومن ثم فإننا لا نمنح مثل هذا الإهداء أهمية كبيرة، على أساس أنه لا يتعلق تعلقا مباشرا أو غير مباشر بالعمل المهدي نفسه حين يهدي شاعر أو باحث عمله الشعري أو عمله العلمي إلى أمه أو أبيه أو ابنه أو بنته أو أبنائه، أو إلى صديقه الأثير إلى نفسه، أو إلى محبوبته، مصرحا باسمها أو مكنيا عنه، فإنه في كل هذه الأحوال وأشباهها يعلن عن علاقته الحميمة بكل هؤلاء الشخوص، وعما لكل منهم من مكانة في قلبه وفي عقله.
     ولكنني ما كدت أفرغ من قراءة الإهداء الذي تصدر الديوان حتى أدركت أنني بإزاء شيء يختلف كل الاختلاف؛ فالشاعر لا يهدي ديوانه إلى واحد أو مجموعة من أولئك الذين ذكرتهم، ولكنه يقلب السنة رأسا على عقب حين يهديه لا إلى شخوص آخرين مغايرين فحسب، بل إلى شخوص